مكافاة كبرى للمراءة التي تموت وزوجها راض عنها
روت السيدة أم سلمة رضي الله عنها عن زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أيُّما امرأةٍ ماتتْ وزوجُها عنها راضٍ دخلت الجنة» وهو حديث حسن،رواه الإمامان: الترمذيُّ في جامعه (1161) وابنُ ماجه في سننه (1854) عنها رضي الله عنها، كما أخرجه الحاكم في «المستدرك» 173:4، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه، وصححه أيضاً الإمام الذهبي.
وهو حديث حسن بذاته على اجتهاد الإمام الترمذي فقد قال عَقِبه: هذا الحديث حسن غريب. وبشواهده يصير صحيحاً لغيره، أو حسن لغيره على اجتهاد غيره ممن يُجَهِّل أحد رواته - وهو مساوِر الحِمْيَري - وأمَّه، ولذلك أورده الإمام ابن الجوزي في كتابه «الواهيات» 141:2، وهو ما مال إليه من المعاصرين المحدّث الألبانيُّ في سلسلته الضعيفة، والعلاّمة شيخُنا المحدّث عبد الله التَّليدي في تهذيب سنن الترمذي 48:2، والمحدث شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للسنن 20:3. ولكن ينجبر ضعفُه - على هذا القول - بشواهده الكثيرة ويصير حسناً لغيره وهو قول الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» 495:6. إلا أن حُجّة المحدث شيخُنا المحقق الشيخ محمد عوّامة في ترجيح تحسين الإمام الترمذي قوية فليرجع إليها من يشغُفُ بالفوائد الغوالي، والتحقيقات العوالي، في حاشيته على «المصنَّف» للحافظ ابن أبي شَيْبة 321:9.
من فوائد هذا الحديث
الأولى: يُفيد عظيمَ عاقبة رضا الزوج عن زوجته لأخلاقها وحُسن عشرتها وخيرها وأنها إنْ ماتت وهو راضٍ عنها دخلت الجنة، أكرمنا الله بها وجعلنا من أهلها.
الثانية: من شواهد الحديث ما أخرجه الإمام أحمد في المسند (1661) وصحّحه ابن حبّان (4163) عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مرفوعاً: «إذا صلت المرأةُ خَمْسها، وصامَتْ شهرَها، وحفِظَتْ فرجَها، وأطاعت زوجها: قيل لها ادْخُلي من أيّ أبواب الجنة شئت».
الثالثة: عَنْون الإمام الحافظ ابن حِبّان للحديث بقوله: ذِكْرُ إيجاب الجنة للمرأة إذا أطاعتْ زوجها مع إقامة الفرائض لله عزّ وجلّ.
وبعد، فمَنْ مِنَ النساء لا تريد أن تظفر بهذه الغنيمة العُظمى والمكافأة الكبرى؟منقول للفائدة