منزلة العلم
الحمدلله الذي منّ علينا بالإيمان والإسلام وتفضل علينا ببيان الشرائع والأحكام ونصلي ونسلم على رسوله وعلى أله وأصحابه السادة الأعلام .. أما بعد :
حبيباتي في الله :
لقد تكالبت علينا الأمم لتدمير معتقداتنا ومناهجنا وأخلاقنا والنظام الأسري
والإجتماعي لدينا
ولكي نثبت أمامها وتعود لنا العزة والتمكين في الأرض ولكي يعود للأسرة دورها وللمرأة شرفها وللأخلاق بريقها فلنعد إلى حلق العلم وليُشجع عليها الأبناء
ولنتسلح بالعلم حتى نعبد الله على كما أُمرنا ونخوض طريق الدعوة على بصيرة
فالعلم نور يُخرج من الظلمات وتزول به الشبهات وتستقيم به الأعمال
فالعمل بلا علم ضلال .
وطلب العلم ليس له سن محدد ولايقتصر على وقت محدد فهو يستغرق العمر كله
قيل للأمام أحمد وقد ظهر الشيب فيه ( إلى متى وأنت مع المحبرة ) يعني كانت معه أدوات العلم الورق والمحبرة فقال (( مع المحبرة إلى المقبرة )) يعني أنها معه حتى الممات .
فضل العلم وأهله :
لقد رفع الله أهل العلم درجات وفضلهم على الجاهلين
قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }
وبين سبحانه فضل العلماء على غيرهم فقال جل من قال :
{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
<< من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم وإنه ليستغفر للعالم من في السموات والأرض حتى حتى الحيتان في الماء وفضل العلم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب .. >> رواه أحمد وصححه الألباني .
ومع الأسف أن كثير من النساء ظنت نفسها بمعزل عن طلب العلم وأن ذلك مختص بالرجال وهذا غير صحيح فلقد كان في السلف الصالح منهن عالمات فقيهات
يأخذ بعلمهن الرجال
ومنهن على سبيل المثال لا الحصر كريمة بنت أحمد المرزوية نعتها الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء بقوله ( الشيخة العالمة المسندة ) وأيضاً أم الدرداء الصغرى قال عنها الذهبي ( السيدة العالمة الفقيهة )
بل لأهمية العلم لقد كانت النساء في برهة من الزمن لا تزف العروس إلا ومعها بعض الكتب الشرعية
لماذا يجب علينا نحن النساء أن نطلب العلم :
أولاً : رفع الجهل عن النفس لأن الواحده قد تترك بعض العبادات التي هي من قبل الواجبات وربما أدتها لكن على غير وجهها الشرعي فهي إلى البطلان أقرب .
ثانياً : المرأة المسلمة هي المجتمع بأسرة فهي نصفه وتربي النصف الآخر ولهذا تظهر أهمية طلب العلم للمرأة لتربي أبنائها تربية صحيحة نابعة من ديننا الحق .
ثالثاً : الهجمات والتحديات ضد المرأة المسلمة من خلال إثارة الشهوات والشبهات في طريقها من أعظم الوسائل المعينة على الثبات عبادة الله على بصيرة
وهذا لا يكون إلا بطلب العلم الشرعي ليكون هذا العلم حاجزاً مانعاً من التأثر بتلك الهجمات .
رابعاً : إصلاح الخلل من الفتن والمنكرات التي تعج بها أواسط النساء فقد تجدن من لاتقر المنكر ولا ترتضيه لكن بضاعتها في العلم مزجاة
ولذا فهي تقف حائرة في الكثير من الأحيان فقد تطلب منها فلانه الدليل على حرمة ما أرتكبته مثلاً وقد تبتلى بمعاندة تورث الشبهات .
ماذا يجب على طالبة العلم :
1- إخلاص النية لله تعالى لا المباهاة بعلمها .
2- كثرة الذكر والحرص على أن يكون لكِ ورد يومي من القرآن فبهما يتبارك الوقت ويصح الجسم بحول الله .
2- الصبر والمصابرة واستنفاذ الجهد في الطلب .
3- تقوى الله في كل شيء والحذر من المعاصي قال تعالى :{واتقوا الله ويعلمكم الله}
4- العمل بماتعلمت والدعوة إليه .
5- الحرص على تنظيم الوقت وإستغلاله وعدم إضاعته بمالا يعود عليها بالنفع ولتقلل من النوم وكثرت الزيارات والتنزهات و...
من وسائل وطرق طلب العلم للمرأة :
1- حضور دروس العلماء وكثير من العلماء جعلوا قسم مخصص للنساء وبعضهم جعلوا يوم مخصص لهن ومن لم تستطع فدونها ماهو آت .
2- إذاعة القرآن وهذه مع الأسف غفلت عنها مريدات العلم فهي بارك الله في القائمين عليه يبث من خلالها دروس علميه لبعض الكتب يقوم كبار علمائنا بشرحها .
3- ومن الوسائل الأشرطة العلمية التي يقدم بها العلماء شروح للكتب أحضري الكتاب الذي ترغبين دراسته واشتري شرحاً مسجلاً له لأحد العلماء
ثم قومي بتدوين بعض التعليقات والفوائد على جوانب الكتاب أو في دفتر خاص وبذلك تكونين درست الكتاب على أحد المشايخ .
4- هناك كتب مشروحه لاتحتاج لأشرطة وماعليكِ إلا قرائتها بتأني وإن أشكل عليكِ شيء فعليكِ الإتصال ببعض أهل العلم وسُؤالهم عن ما أشكل عليكِ
( والسؤال نصف العلم )
مثل كتاب رياض الصالحين قام الشيخ ابن عثيمين غفر الله له بشرحه في كتب مجزءة وأسماه شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين .
5- حضور المحاضرات مع إصطحاب دفتر خاص لهذه المحاضرات والقيام بتدوين المحاضرة او أهم ماتريدين تدوينه منها
ومن ثم زكي هذا العلم بذكر ماورد في هذه المحاضرة للأهل والصويحبات وطالباتكِ إن كانت معلمة و .... فهذا يثبت حفظ ماسمعت .
6- المذاكرة مع الأخوات وذلك بتدارس كتاب معين ومناقشته فيما بينهن والسؤال عن ما أشكل عليهن
أو الإتفاق مع أحد المشائخ بشرحه لهن عبر الهاتف وهذه معمول بها من قبل بعض طالبات العلم ويثنين على هذه الطريقة .
7- كم من الوقت يضيع خلال العمل بالمطبخ فمن الأحرى تخصيص جهاز تسجيل به للإستماع إلى إذاعة القرآن وبعض تلاوات القراء والمحاضرات .
8- ومن الأوقات المهدرة التي يجب أن تستغل لطلب العلم حصص المكتبه وأستعارة الكتب منها لقراءتها وكذلك إستغلال فترة أوقات الصلاة من قبل الطالبات بسؤال معلمة الدين عن مايشكل عليها .
9- طلب العلم عبر الإنترنت فهناك مواقع لطلب العلم مثل طريق القرآن وفيه معهد الفرقان وبإمكان الطالبة للعلم الدراسة فيها إما إنتظام أو إنتساب .
10- إقتناء كتب الجيب وحملها في الحقيبة معها أينما ذهبت مثلاً حين أنتظار الموعد بالمسشتفى بإمكانها أن تخرج بما يسمى كتاب الجيب لصغره وتقرأه كذلك في السيارة في المسافات الطويلة وكلما سنحت له فرصة .
نسأل الله العلي القدير في الختام أن يعلمنا ماينفعنا وينفعنا بما علمنا ويرزقنا الهمة العالية والغاية السامية ويقظة تفهمنا المقصود وتقربنا من المعبود
سبحان ربك رب العزة عم يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
ولمن أرادت الإستزاده والإفادة فلترجع إلى كتيب المرأة وطلب العلم للشيخ خالد الصقعبي
وكذلك هذه الصفحة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منقول