المبحث الثاني: أهمية العقيدة الإسلامية وظائف علم العقيدة:علم العقيدة هو أهم العلوم لأنه الأصل الذي تنبني عليه الفروع ومن وظائفه:
وظيفة تنويرية: هدفها تركيز العقيدة وترسيخها
وظيفة دفاعية : ضد تيارات الإلحاد وفلسفات الشك
أهمية العقيدة الإسلاميةللعقيدة الإسلامية أهمية عظيمة في حياة الإنسان، بل في حياة البشرية، و يمكن أن نوجز هذه الأهمية في النقاط الآتية:
1. تركيز القرآن والسنة على موضوع العقيدة بياناً، وتقريراً، وتصحيحاً.
2. أن جميع الرسل أرسلوا بالدعوة للعقيدة الصحيحة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء
3. أن تحقيق توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة هو الغاية الأولى من خلق الإنس والجن، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
4. قبول الأعمال متوقف على تحقق التوحيد من العبد، وكمال أعماله على كمال التوحيد، فأي نقص في التوحيد قد يحبط العمل أو ينقصه.
5. أن العقيدة تحدد العلاقة بين العبد وربه معرفة، وتوحيداً ، وعبادة شاملة لله تعالى.
آثار العقيدة الإسلامية في حياة الفرد :1. أن السعادة في الدنيا أساسها العلم بالله تعالى، فحاجة العبد إليه فوق كل حاجة، فلا راحة ولا طمأنينة إلا بأن يعرف العبد ربه.
2. التوازن النفسي والشعور بالطمأنينة من خلال الثقة في الله تعالى
3. أن العقيدة تجيب عن جميع التساؤلات التي ترد على ذهن العبد، ومن هذه التساؤلات صفة الخالق، ومبدأ الخلق ونهايته وغيرها من الأمور.
4. أن العقيدة الصحيحة هي سبب النصر والفلاح في الدارين الدنيا والآخرة.
5. الانسجام مع الفطرة :فالإنسان يشعر بوجود الله، ويؤمن به إيماناً داخلياً عميقاً، سواء استطاع أن يقيم دليلاً عقلياً برهانياً على صدق هذا الشعور أو لم يستطع .
6. فأثر العقيدة هام جدا ومنوط به تحسين المزاج الفردي إذ الشعور بأن خالقا عظيما سيحاسب هو شعور مريح للمضطهدين في الأرض والعقيدة الاسلامية باعث مهم للتحلي بالصبر والتجاوز عن المخطئين.
7. العقيدة الإسلامية باعثة على التخلق بالفاضل من الصفات والتأسي بأخلاق سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.
8. الايمان العميق يشعر الفرد بأهميته وأنه ليس وحده في الحياة وأن هناك من يرعاه ويذلل الصعوبات له ويعلم بأهمية مناجاة الخالق بدون وسيط
9. تحرر المؤمن من العبودية لغير الله تعالى فيشعر بالعزة والكرامة إقرأ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) سورة الفاتحة فلا ينحني ولا يخضع ولا يتذلل إلا لله.
10. تغرس في الإنسان روح التضحية
11. تزكي النفس فالعقيدة تدفعه إلى الطهارة والعفة والصدق والإمانة وتنهاه عن الجبن والخيانة والكذب.
آثار العقيدة الإسلامية في حياة المجتمع :ليس من المعقول أن تؤثر العقيدة في الفرد دون أن ينعكس ذلك على المجتمع، فصلاحه فيه صلاح المجتمع، وفساده فيه فساده، لذا سنستعرض الآن أبرز آثار العقيدة الإسلامية في حياة المجتمع :.
1. إنشاء مجتمع مسلم موحد عالمي (رب واحد، قبلة واحدة ، عبادة واحدة) فلا يتقيد بجنس دون آخر أو قبيلة أو شعب عن آخر.
2. إنشاء مجتمع الحرية والمساواة والفكر السليم
قل تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} البقرة: 256
3. فهي توفر لأهل الكتاب حرية التدين والعبادة كما يتساوى أمام الشريعة الجميع {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ } (64) سورة آل عمران
4. إنشاء مجتمع الأخلاق الفاضلة فهو مجتمع العفة والطهارة والصدق والنزاهة بالاعتقاد من الخوف من العزيز المنان .
5. إنشاء مجتمع العمل والانتاج لقد قرن الله تعالى بينالإيمان والعمل فقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (82) سورة البقرة
المؤمن يعمل ويجتهد ليتقرب إلى الله تعالى لينال الثواب والأجر فهو فاعل وحركي في الوجود.
أثر العقيدة الإسلامية في بناءالحضارة :الحضارة: هي النتاج الأدبي والفني والعلمي والاقتصادي والزراعي والصناعي وتتحقق برقي الفرد والمجتمع.
مقومات الحضارة الإسلامية: 1-العقيدة الصحيحة. و 2-العمل الصالح.
آثار العقيدة عل الحضارة الإنسانية: 1. أمة العقيدة لا تعيش لذاتها ومصالحها فقط، بل هي أمة تسعى إلى انقاذ البشرية فهي أمة تشعر بخيريتها على سائر الأمم ، قال تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } (110) سورة آل عمران.
2. أمة العقيدة هي الأمة التي يستوي فيها الناس جميعاً ، حاكمهم ومحكومهم ، وتتألف قلوب أفرادها، وكلما استمسكوا بهذا الدين ازدادوا اتحاداً، فالرب واحد، والدين واحد، والرسول واحد، والقبلة واحدة، والتصورات واحدة.
3. أمة العقيدة تقيم روابطها بين أفرادها على العقيدة، لأن الروابط الأرضية من الجنس ، واللون ، واللغة ، والأرض ، والمصالح المشتركة، روابط ليس للإنسان فيها اختيار، وهذه الروابط الأرضية لا تدوم ؛ فسرعان ما يدب الخلاف بين أصحابها، أما رابطة العقيدة فهي أقوى وأقوم.
4. أمة العقيدة أمة قوية متماسكة يشد أفرادها على أيدي بعضهم بعضاً كأنهم بنيان مرصوص ، آمالهم وآلامهم واحدة، لأنها نابعة من عقيدتهم ، وكلهم يسعون لتحقيق العدل ، والمحبة ، والأخوة.
5. أمة العقيدة أمة قائمة على التعاون الإنساني من خلال :
الاعتقاد بأن البشر جميعاً من أب واحدوأم واحدة مما يدفع إلى :
الاحترام-العدل-المساعدة-الرحمة-التسامح مع غير المسلمين قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة
تعميق معاني الاخوة :من ثمار العقيدة الاسلاميه أنها تقيم العلاقه بين أفراد المجتمع على أساس المحبة والمودة والاخوة
سواء أخوة إيمانية : قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } (10) سورة الحجرات
أو أخوة إنسانية : قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
<< لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ >> [صحيح البخاري 1/ 21]
بناء المجتمع على التعاون على البر والتقوى والعمل الخير والحرص عليه والابتعاد عن الشر وكل ما يؤد اليه { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة
سيادة الامن والاطمئنان باعتبار التكريم الإلهي لكل الإنسانية قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء
6. أمة العقيدة تحقق :
عالمية التعقل والمعرفة : قال تعالى {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (5) سورة العلق
عالمية الأخلاق والقيم والمبادئ : الأخلاق الإسلامية عامة لا تخص فئة دون أخرى
عالمية العدالة والمساواة : المساواة التامة بين الجميع أمام الله وأمام القانون قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة
عالمية الحرّية : في الاعتقاد والعبادة قال تعالى << لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ>> البقرة 256 وقال أيضا :{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (6) سورة الكافرون
التسامح الديني’ التعايش السلمي و عدم الاعتداء’ التّرغيب في التقارب بين الشعوب’ احترام الحقوق والواجبات ’ الإحسان قولا وفعلا ’ حق الاختلاف ’ الحرية لجميع البشر ......
عنْ أَبِي نَضْرَةَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : << يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى >>[مسند أحمد 47/ 478]